المدير Admin
عدد الرسائل : 7 العمر : 34 الدولة : تاريخ التسجيل : 17/10/2007
| موضوع: الصمت ازاء الخالق الإثنين مايو 26, 2008 8:19 am | |
| صمت لا أفتح فمي لأنك انت فعلت :
قال داود النبي في ( مز 39 : 9 ) " صمت لا أفتح فمي لأنك أنت فعلت " ولنا في هذه الآية كلمة هي
النفس الخاضعة :
كان داود خاضعاً لمشيئة الله فلم يثر ولم يتهيج ، ولم يعاند ولم يتمرد ، لم يفتح فاه بالشكوى ! لم يفعل هذا كله بل قال هذه العبارة " صمت لا أفتح فمي لأنك أنت فعلت " لم يكن صمت داود صمت اليائس بل صمت المطمئن الواثق ، لم يكن الصمت المكبوت المكتوم ولا صبر المغلوب على أمره ، بل صمت الراضي الراجي الخاضع الشاكر .
كان داود صامتً صمت الثقة :
كان في صمته واثقاً بمحبة الله وحكمته وأمانته . قيل أن ملكاً ، أتى طبيبه الخاص الذي كان صديقً مخلصاً له وجهز له جرعة من الدواء ، ولكن وصل للملك كتاب ينبئه أن الطبيب خائن وأن الدواء به سماً مميتاً ! فتناول الملك الكتاب بإحدى يديه ، ونظر إلى طبيبه متفرساً وأخذ من يده كأس الدواء وقال بابتسامة " أنا أشرب هذا الدواء لأظهر ثقتي العظمى بأمانتك " ! فهل وصلنا نحن إلى هذا الحد من الثقة في الله ؟! عندما نقاسى حزنا أو نرزح تحت ألم أو هم كثيرا ما نكون عرضة لأن نتصور أن هذه الأمور فوق طاقتنا وأعظم مما نحتمل فيضعف إيماننا ، على أنه يجب أن نتأكد أن الكأس التي يقدمها لنا الآب السماوي يضع فيها المقدار اللازم والكافي حسب عمه ، ولنعلم أن الرب يهتم بالآمنا وضعفنا ويصغي لصراخنا ويهتم بطلباتنا ، ولا يعين الرب مقدار ما في الكأس فقط بل يعين أيضاً نوع ما فيها ، فهي كأس يملأها يمزجها الأب نفسه ، فيختار الرب بكل اعتناء المواد التي تركب منها ، وما فيها من الأفراح والأحزان والتجارب والواجبات والمسئوليات ، فهو كطبيب يعرف ما يلزم لشفاء أمراضنا وتخفيف الألم الذي فينا. أبونا السماوي وحده يعرف كل ما يلزم لتقوية حياتنا ، ولذلك فغن الكأس التي يعطينا لنشرب هي دائما كأس الخلاص – فلا تخف أن تأخذها بل ثق به وكن متأكدا بأن الضرر الوحيد الذي يمكن أن يصيبك هو عدم رضاك بأن تشربها . إن كل ما يمر بالمؤمن يزيده علماً ان العالم والحوادث الجارية فيه يديرها ويدبرها حكيم ، قدير ، عليم ، قادر على كل شيء ويعمل بكيفية مستترة صامتة غير مدركة " الرب في الزوبعة وفي العاصفة طريقه " وهكذا هو فوق كل القوات ، وهو يدير دفة السفينة دائما إلى طريق الآمان ، فتفرح نفوسنا ويزداد إيماننا لأنه دائماً يعمل الأفضل وبأفضل الطرق والوسائل . | |
|